أرشيف

47 قتيلاً في غارات جوية استهدفت مواقع “القاعدة” في البيضاء وأبين

ارتفعت حصيلة الغارات الجوية التي شنتها مقاتلات من سلاح الجو اليمني وأخرى أمريكية على مواقع مسلحي الذراع اليمنية لتنظيم القاعدة، إلى 47 قتيلا وعشرات الجرحى، في أعنف هجوم يشنه الجيش اليمني على معاقل التنظيم الاصولي منذ الهجوم الكبير الذي شنه المسلحون على موقع عسكرية في محافظة أبين وأدى إلى مقتل زهاء 200 جندي وإصابة العشرات وأسر آخرين .

 

وبدأت الغارات الجوية ليل الجمعة، حيث شنت مقاتلات من سلاح الجو اليمني غارة استهدفت وكراً للتنظيم في منطقة المخنق بمديرية الزاهر كان عدد من قادة التنظيم يعقدون فيه اجتماعا وحضره كذلك العشرات من مسلحي “القاعدة” الذين تجمعوا من محافظات عدة، ما أدى إلى مقتل 25 مسلحاً بينهم قادة ميدانيون كبار وإصابة العشرات بجروح ،فيما قتل 13 آخرون في غارات استهدفت مواقع في منطقتي مدود ودقي .

وتعالت سحب الغبار والدخان في المنطقة بكثافة لساعات بعدما طال القصف منازل قريبة، ما أدى إلى اشتعال النار فيها . و

لم يتم التأكد من مصادر رسمية عن سقوط ضحايا من المدنيين . وأكد شهود وسكان أن جثث العديد من المسلحين تناثرت في موقع الهجوم وتفحمت جثث أخرى وانتشل مواطنون جثثاً من تحت أنقاض المباني المدمرة، فيما شوهد عناصر التنظيم ينقلون العشرات من الجرحى إلى مناطق مجهولة وتولى متطوعون جمع أشلاء القتلى ودفنها .

 

وقال وجهاء ل”الخليج” إن مقاتلات سلاح الجو اليمني وأخرى أمريكية عادت صباح السبت وشنت غارات على مواقع في الضواحي الغربية للمدينة، وتحديداً في مناطق مدود ودقي وحيد مسلم، حيث كان عشرات المسلحين تجمعوا هناك منذ الجمعة قبل الماضي استعداداً للانتقال إلى أبين للتصدي لقوات الجيش التي شنت عملية عسكرية واسعة لاجتثاث خطر القاعدة .

 

واستهدفت هذه الغارات -بحسب هؤلاء – زهاء 200 مسلح من أعضاء التنظيم الأصولي من محافظات يمنية عدة وبينهم عرب وأجانب كانوا وصلوا هذه المناطق خلال اليومين الماضيين، وبعضهم من المتورطين في الهجوم الذي استهدف بسيارة مفخخة موقعا لقوات الحرس الجمهوري بمدينة البيضاء في وقت سابق .

وأدت غارات أخرى شنها الطيران الحربي اليمني في مدينة زن

جبار معقل التنظيم الأصولي بمحافظة أبين، وكذلك في منطقة جعار، إلى سقوط تسعة قتلى على الأقل وعدد غير محدود من الجرحى، إلى جانب تدمير عدد من المرافق وخصوصاً بعد تعرضها لقصف صاروخي من البحر حيث تتمركز بارجتان حربيتان أمريكية وفرنسية لدعم عملية الجيش ضد مسلحي التنظيم .

 

وأكد سكان تحدثت إليهم “الخليج” أن الغارات نفذت على تجمعات للمسلحين كانت تتمركز فيها آليات عسكرية من التي استولوا عليها في الهجمات الأخيرة على مواقع الجيش وبينها عربات مدرعة وناقلات جند وعربات تحمل مضادات أرضية .

 

وأكد هؤلاء أن الغارات أدت إلى تدمير مبان ومرافق في منطقتي المخزن والمحرق في مدينة جعار، وطالت كذلك مستشفى الرازي الذي يستخدمه مسلحو التنظيم في معالجة جرحاهم، والمرافق المحيطة به . كما أدت إلى تدمير جزء من سور ثانوية الشهيد يسلم حسين .

 

واستهدفت غارات أخرى شنها الطيران الحربي ظهر السبت مستودعات مهجورة لشركة تعمل في انتاج القطن في سفح جبل خنفر يعتقد أن جنودا أسرى محتجزون فيها، كما استهدف الأحياء المحيطة بهذه المستودعات ولم تتوفر معلومات عن سقوط ضحايا . وقال وجهاء وسكان إن ثمانية صواريخ سقطت في مناطق متفرقة من المحافظة يعتقد أنها أطلقت من اتجاه البحر حيث تتمركز بارجتان أمريكية وفرنسية لدعم عملية الجيش . وإذ أكد سكان محليون أن الطائرات الحربية أغارت على الموقع الذي كان مسلحو القاعدة وضعوا فيها 72 أسيراً من الجنود، إلا أن مصدراً عسكرياً أكد ل”الخليج” أن الغارة استهدفت مواقع تدريب ومخازن للتنظيم كانت تحوي آليات عسكرية ثقيلة من تلك التي استولى عليها المسلحون من معسكرات الجيش في منطقتي الكود ودوفس بعدما كان المسلحون نقلوا الجنود الأسرى إلى منطقة أخرى . ولفت المصدر إلى أن مسلحين اثنين من التنظيم الأصولي قتلا في منطقة مودية بمحافظة أبين أمس عندما كانا ينقلان عبوات متفجرة بواسطة دراجة نارية حيث انفجرت بهم على الطريق العام من دون وقوع ضحايا من المدنيين . مشيراً إلى أن القتيلين منيف الحاوري وياسر السلامي قضيا وتناثرت أشلاؤهما نتيجة قوة الانفجار .

 

 

وأثارت العملية العسكرية التي أطلقها الجيش اليمني الجمعة على مسلحي الذراع اليمنية لتنظيم القاعدة في محافظتي البيضاء وأبين ردود فعل غاضبة لدى المواطنين في المحافظات الجنوبية الذين طالبوا الرئيس الانتقالي المشير عبد ربه منصور هادي والمجتمع الدولي بضمان سلامة المدنيين في هذه المناطق وسط عمليات نزوح جماعي للسكان الذي فروا باتجاه محافظة عدن .

 

 

المصدر : الخليح – أبوبكر عبدالله

زر الذهاب إلى الأعلى